راجت العديد من الاراء والفرضيات التي صورت لنا ان مغاربة العالم اصبحوا على قدر كبير من النضج السياسي وذلك حينما اكدت العديد من المنابر الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي ان مغاربة العالم اتخذوا قرارا خطيرا مس الامن القومي المغربي في مقتل وانهك السياحة وساهم في افراغ الصناديق السياسية .وبما اننا شعب انفعالي ويحب الجنائز والفضائح فان الكثيرين ساقوا السياحة المغربية الى مثواها الاخير وبالتالي يجب وقوع المصالحة بين مغاربة العالم وبين السلطة المغربية .الكثير من الحقائق يراد بها باطل .صحيح ان الغلاء في المغرب قض مضاجع المغاربة عموما سواء في الداخل والخارج وصحيح ايضا ان الاستغلال الذي يتعرض له مغاربة العالم بين وصحيح ان هناك سوء الخدمات وعدم هيكلة قطاع السياحة .بالاضافة الى الغلاء الفاحش للتذاكر سواء البحرية او الجوية لكن كل هذا الاسباب لم تجعل مغاربة العالم اتخاذ قرارا جماعيا لعدم الدخول الى المغرب صيفا لانه بكل بساطة ان مغاربة العالم لايشتغلون جماعيا اوبشكل مدروس ولاينتمون الى مؤسسات سياسية واجتماعية ولااتحدث هنا على الحالات النادرة لذلك فان اي قرار يتخذه مغاربة العالم هو قرار فردي ينم عن احساس فردي بعدم القدرة للسفر الى المغرب صيفا وبالتالي فان نظرية القرار الجماعي فهي بعيدة كل البعد عن الواقع لذلك سواء كان الامر احساسا فرديا او جدلا انه قرارا سياسيا فان المشكل واحد هو اعادة صياغة التعامل مع مغاربة العالم وليس محاباتهم وانما بايجاد صيغة توافقية مع الخطوط الملكية المغربية والبواخر التي تنطلق من جينوفة الايطالية الى طنجة او التي تعبر عن طريق الخزيرات لتقنين الاثمنة وتخفيضها لان او عرقلة تحول بين مغاربة العالم والمغرب هي المواصلات ناهيك عن ايجاد استراتيجية وطنية تنهض بقطاع السياحة وتجعله جالبا للاستثمار والسياح سواء الاجانب او المغاربة
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة