ان كنت تنوي الرحيل فارحل وان كنت تنوي العودة فلا تعد هذه هي اشكالية الحب والرحيل التي تطبع حياتنا وتلون بالحزن احلامنا الصغيرة فالهجرة حل للقاء لكن العودة حل للوداع فما اجتمع كلاهما في ايام العرب ولن يجتمع في حاضر الامة المشتث كان للرحيل معنى لكن لم يكن ابدا للعودة معنى سوى مجموعة من السيئات اولها من تحلم بلقائه تعود على وداعك وغيابك وما تلهفت له لتراه مرة اخرى تنكر لك المكان تبدل لم يعانقك بل لم يصافحك الزمان تخلى عنك ولم يعتذر منك كل تلك القوة والجاه والمال الذي اذخرته لذلك اليوم الموعود لم يعد يغني عنك شيئا لم تعد البطل الاول بل ظهرت ملامح ابطال ليس لهم ملامح لكنهم سحبوا البساط من تحت قدميك حتى الاصدقاء تنكروا لصداقتك هم في غنى عنك لذلك عودتك كانت خطا او مجرد تفكيرك بان ذلك الوطن الذي رمى بك الى القمامة مستعد ليحتويك او يقدم لك اعتذارا فهذه من الاخطاء المقصودة والقاتلة ومع ذلك تحاول ان تستصيغ هذه الاخفاقات التي تخفى انتصاراتك بابتسامة ساخرة حزينة ترى في عيون الناس املا وفي الفقراء طوق نجاة وترى في الاغنياء والوصوليين اعباءك التي حملتها واردت التخلص منها لذلك فلا ايطالياولاامريكا تستطيع ان تنقدك من الجراثيم ومن الحثالة الذين سرقوا بلدك ولم يكتفوابذلك بل استطاعوا ان يقتلوا القيم واستطاعوا ان يحرمونك من احبابك واصحابك بلاستطاعوا ان يجعلوك تركض وراء مستقبل لايعيش وتتذكر ماضي لايموت وبذلك تغتال حاضرك بنفسك ويكون الحاضر ضحية لزمنين لاوجود له الا في الذاكرة و تعيش مرة اخرى بلمرار اوقات كثيرة في ذاكرتك فيصبح الماضي عبارة عن حلم لم يتحقق والمستقبل عن وهم لن يتحقق ويبقى ضميرك لعبة في يد مجهولة تحرمك من التلذذ بالاحلام وتحرم غيرك م نرغيف الخبز لذلك يعز اللقاء بين احلام اليقظة وبين رغيف خبز عز العثور عليه
يوسف بوجوال
عن مقطع من قصةعودة الدون كيشوط من بلاد الغربة