أفادت مصادر صحفية، ان السلطات الإيطالية تستعين بخدمات أئمة مساجد يقيمون على أراضيها للمساهمة في نشر قيم الاسلام المعتدل بين السجناء، خصوصا الذين ينحدرون من دول شمال افريقيا، والذين تخشى السلطات بالبلد الأوروبي أن تؤثر عليهم الخطابات المتطرفة والمحرضة على الإرهاب داخل أسوار السجون.
ومن بين هؤلاء الأئمة، حسب وكالة “أسوشيتيد برس” التي اوردت الخبر، الإمام المغربي المقيم في إيطاليا الهاشمي ميمون، الذي استعانت به الحكومة الإيطالية في إطار اتفاقية تعاون وقعت فبراير الماضي بينها وبين اتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلامية بالبلد، لمحاربة التطرف في صفوف السجناء وتوجيههم إلى عدم كراهية غير المسلمين، حيث تتمحور مهمته حسب ما أوردته ذات الوكالة في السهر على الأمن الروحي للسجناء وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة ودعوتهم لتجنب إيذاء الآخرين وعدم تكفيرهم.
ورافقت “أسوشيتيد برس” الإمام المغربي في إحدى زياراته الأسبوعية لأحد السجون بمدينة “ترني” الواقعة بجهة “أومبريا” وسط البلاد، حيث يلتقي بشكل دوري سبعة سجناء، ثلاثة منهم مغاربة، وثلاثة تونسيين، وصومالي، بمسجد المؤسسة السجنية، الذي يحمل اسم “السلام”، لتأدية الصلاة والحديث عن قيم التسامح وتقبل الاختلاف واحترام الآخرين في إطار تعاليم الإسلام.
وتابعت الوكالة أن الاستعانة بالأئمة يدخل في إطار مقاربة استباقية بدأت تعتمدها إيطاليا والتي تشمل أيضا إلقاء القبض على المتطرفين وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية والتركيز على احتواء الأفكار المتطرفة التي عادة ما تجد في السجون تربة خصبة للنمو.
وأضافت الوكالة أن هذه المقاربة جنبت إيطاليا هجمات إرهابية على شاكلة ما وقع بدول أوروبية أخرى كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا، مشيرة إلى أن الحكومة تقوم باختبار هؤلاء الأئمة جيدا للتأكد من أنهم يتبنون “آراء معتدلة”.
واستعانت الحكومة الإيطالية، حسب تقرير لجمعية “أنتيغون” غير الحكومية، بـ 47 إماما موزعين على 200 مؤسسة سجنية، حيث يقبع عدد من المعتقلين المنحدرين من دول إسلامية، خصوصا المغرب وتونس وألبانيا، والذين يبلغ عددهم حوالي الثلث من مجموع الساكنة السجنية بإيطاليا