يبدو ان الجالية المغربية في اروبا لم تحقق كل اهدافها الاستراتيجية التي ضحت من اجلها جيلا بعد جيل وذلك لعدة اسباب
اولا ضبابية الرؤية واختلاط الاهداف
الكل يعلم ان بداية مرحلة الهجرة الاولى منذ عشرات السنين وتحديدامرحلة الستينات والسعينات وبداية ثمانيناتالقرن الماضي كانت هجرة الجالية المغربية في اروبا عبارة عن هجرة نمطية يتم اللجوء اليها لتامين الجانب الاقتصادي الضعيف عند البسطاء من المغاربة لذلك كانت مرحلة الهجرة عند هؤلاء مرحلة مؤقثة قد تطول بضع سنين لكن في نهاية المطاف تكون العودة الى الوطن حثمية .بعد ذلك تحولت الى اقامة دائمة في اروبا مع الاحتفاض بالطريقة النمطية في اليات العمل والتخطيط الى المستقل من هنا بدات مرحلة التخبط او مااشرنا اليه سابقا ضبابية الرؤية فانقسمت اهدافه من طموحات صغيرة يختزلها البحث عن لقمة خبز الى الحلم بالثراء ليصل الى مرحلة التهافت .
واذا كان للمهاجر المغربي الاول عذره في جهله وبساطته فانه لن يعذر بتوريث منطق البرغماتية الي اولاده واحفاده حتي اصبحت الاجيال المتعاقبة عبارة عن نسخة من الاجيال القديمة مع نوع من الحداثة هناك طبعا استتناء .
هناك الكثير من افراد الجالية المغربية نجحوا في اروبا لكن الاستثناء لايقاس عليه
ثانيا :الاعلام والدعاية المغربية للمهاجرين المغاربة
لا نختلف مع احد ان النقد هو اول طريق للنجاح لكن ماليس جيدا ان يتم التهليل للمهاجرين المغاربة بطريقة ممنهجة لان ذلك شكل خطرا كبيرا على المهاجرين وحتى على الذين يراودهم حلم الهجرة. حيث كان ومازال _بصورة اقل_ يلمع في صورة المهاجر الغربي الذي استطاع في فترة وجيزة ان يجمع ثروة طائلة وبوسامته جعل حسنوات اروبا تفقدن عقولهن
غير صحيح ياسادة. المغاربة بصفة عامة غير مرغوب فيهم الا من رحم ربي . في استطلاع للراي قبل سنوات قليلة مضت في اسبانيا اعتبرت الجالية المغربية في المرتبة الاخيرة من حيث الاستلطاف ,في احصائيات لنزلاء السجون المغاربة رقم 1 في ايطاليا واسبانيا . لااقدم هذه الاحصائيات من اجل النيل من افراد الجالية المغربية بقدر ماهي محاولة لاعادة اخواننا الى السكة الصحيحة عن طريق استراتيجية شاملة تبدا من مرحلة التربية والتعليم الاولي لان الدعاية الاعلامية والشعبية كان لها دورا كبيرا في خلخلة تفكير المهاجر المغربي حتى اقتنع انه بطل قومي لمجرد انه يشتغل في الخارج لذلك فانه اقتنع بقيمته رغم محدوديتها كما تعطي اشارات خاطئة لمغاربة الداخل بان الخلاص في اروبا نعم جزء من الخلاص في اروبا لكن مع اعادة هيكلة صورة المهاجر المغربي الذي يعيش بين غربتين وحلم ضائع بل وشخصية ضائعة بقرة حلوب في المغرب . ثور كادح في اروبا سعادة مفقودة موجودة في وهمه كما ان الرؤية الضبابية والدكتاتورية الجمعوية ساهمت في عدم استغلال المناخ المنفتح التي كانت تعيشه اروبا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي على المستوى الاقتصادي والسياسي فاصبح العمل الجمعوي عند افراد الجالية المغربية في اروبا يقتصر على التعريف بالعبقرية المغربية من خلال الكسكس والشاي المغربي حتى انحصرت حضارة شعب عظيم في الكسكس والشاي وكذا بناء المؤسسات الدينية التي كانت نقلة كبيرة في صفوف الجالية المغربية غير انها لم تستثمر بالشكل المناسب لان في مجملها تعرضت للدكتاتوية فتاكلت وحدها وبما ان دوام الحال من المحال فان الحرب التي شنتها امريكا على الاسلام او ماكانت يصطلح عليه الحرب على الارهاب اسقطت عدة رؤوس ممن كان يصطلح عليهم ائمة بوشتى البوريقي امام مسجد طورينو ومحمد كحيلة لانهما كانا ضحيتان لزلة لسانيهما او بلاحرى للغباء السياسي رغم ان التهم التي وجت الى كحيلة لم تكن مبنية على اسس سليمة كما صرح لي شخصيا اياما قليلة قبل اعتقاله وترحيله الى المغرب على الرغم من كونه كان يحاول الاندماج والتعايش مع المجتمع الايطالي اذن فلمعادلة هنا صعبة كيف تعيش في مجتمع تلزمنا اتجاهه عهودا ومواثيق وتدعو في يوم الجمعة اللهم زلزل الارض من تحت اقدام اليهود والنصاري وانت تقيم بينهم الن يصيبك باسا اذا زلزلت هذه الارض ، نفترض جدلا ذلك فهل تعتقد ان هؤلاء النصارى اغبياء سيسمعون دعائك ضدهم ويصفقوا عليك., نتابع في الجزء القادم يوسف بوجوال