خلف قرار انسحاب المملكة المغربية من القمةالعربية الافريقية التي احتضنتها غينيا الاستوائية استياء كبيرا خصوصا من طرف المعسكر المعادي لسياسة المملكة وبعض المترددين في التضامن مع المغرب او مجاملةالجزائر والواقع ان خطوة انسحاب المغرب من الاجتماع هي خطوة بديهية لاتحتاج الى ادنى تفكير لان الامر يتعلق بمبادئ متعارف عليها عالميا وبميثاق التزمت به الدول العربية جميعا لذلك كان تضامن السعودية وقطر والامارات واليمن وسلطنة عمان والصومال والاردن والبحرين تناغما مع السياسةالعربية القطبية التي نسجها المغرب مع دول الخليج وهذه الدول تعتبر الاقوى والمحورية في العالم العربي في مقابل ذلك فجمهورية مصر العربية على استحياء الى جانب الكويت لم ينسحبا من القمة لظروف سياسية واستراتيجية خصوصا مصر لان موقفهااصبح متدبدبا من القضايا العربية مع تولي السلطة الانقلابي عبد الفتاح السيسي مايهمنا في الامر فانه في الجانب الاخر دول لم يعد لها وزن في العالم العربي ومع ذلك لم تعترف بالجمهورية الصحراوية وان لم تنسحب من القمة مصر مثلا اعادها السيسي سنوات الى الوراء الجزائر تكاد الازمة الاقتصادية تقسم ظهرها تونس مازالت تحبو والى غيرذلك لذا فالمغرب رسم لنفسه خارطة سياسية مع كبار القوم الذين وعوا بان الشراكة الاستراتيجية مع المغرب هي الطريق الى بر الامان
السؤال المطروح مالذي دفع المغرب الى المغامرة بسمعته السياسية وتقريره الانضمام الى الاتحاد الافريقي رغم ان الظروف لم تنضج بعد والدليل على ذلك ماحدث في القمة العربية الافريقية
الجواب هو ان مغرب اليوم لم يعد كمغرب الامس
المغرب اليوم اصبح قوة اقليمية وفي مسيرته التنموية والديمقراطية وسعيه الى مد يد العون الى افريقيا اعتقد ان في الجهة المقابلة قد تغير الفكر البرغماتي الذي كان يسودها في السابق وفي الواقع فان دولا كالجزائر مثلا تضايقت كثير من غزوالمغرب لقلاع افريقيا وعوض ان تهتم بمستقبل شعبها الذي يعيش تحت الفقروالديكتاتورية فانها تتربص بالمغرب وتنفق ملايير الدولارات لاحباط مخططاته التنموية وكذلك جمهورية مصر العربية اصبحت مهددت بسحب بساط الريادة العربية والافريقية من تحت اقدامها من طرف المغرب لذلك فهي مرتبكة وتعيد ترتيب تحالفاتهاالاستراتيجية
سواء عاد المغرب الى الاتحاد الافريقي او لميعد فانه لن يحيد قيد انملة عن مساعيه نحو التعاون والاستثمار وفرض تحالفاتاستراتيجية مع اشقائه الافارقة وان غدا لناظره لقريب وسترى الجزائر اين سيصل المغرب بسياسته الحكيمة ولو كره الحاقدون
يوسف بوجوال
كاتب صحافي