خطاب الملك محمد السادس من السينغال له دلالات تاريخية وجغرافية

By: يوسف بوجوال
Nov 07 2016
204

 

اكتسى الخطاب الملكى الذي القاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس اهمية قصوى ليس في مضمونه فقط وانما في شكله وطريقة ديباجته

واول مايكتسي هذه الاهمية وهي المقدمة التي برر بها اختيار السينيغال لهذا الخطاب وهو بعد تاريخي للعلاقة التي ربطت وتربط السينغال بالمغرب تاريخيا حيث كانت دائما السينغال تشكل  جزءا من تاريخ المغرب تشاركه الدين والثقافة والاعراف وغيرها وكانت من بين اكثر الدول دفاعا على الصحراء المغربية   ولا يمكن ان ينسى المغرب دور السينيغال عندماخرج من الاتحاد الافريقي حيث عبرت السينيغال عن امتعاضها لهذا القرار مؤكدة  انه لايمكن تصور الاتحاد الافريقي بدون المغربوغير ذلك من الامور التي كانت تشكل نقاط التقاء بين المغرب والسينغال

هناك التفاتت مهمة لم ينتبه لهاالكثيرون  وهي حينما قال الملك بان خطابه العام الماضي كان من العيون من قلب الصحراء المغربية واليوم يخاطب شعبه من قلب السينغال وهو ربط ذكي بين الماضي والحاضر اي اننا في الماضي كانت انطلاقتنا من الصحراء المغربية ولكن هذا العام والعام المقبل سنكون في قلب افريقيا قاطبة وليس بلغة استعمارية ولكن بفلسفة  تشاركية واحترام خصوصيات الدول

كما اشار الى  الدلالة الجغرافية فالمغرب حينما قرر العودة للاتحاد الافريقي فعودته ليست ظرفية او تكتيكية ولكن هي عودة تطلبتها المرحلة الراهنة حيث اتضحت الفكرة ومغرب اليوم هو اكثر قوة وحكمت وشراسة من مغرب الامس لذلك فالملك لم يستادن احدا في هذه العودة وانما هي اختيار العودة الي بيته حيث ان جدوره ضاربة في قلب الصحراء وعلى الذين يشككون في مغربية الصحراء فان الصحراءمغربية وافريقيا قاطبة ستكون باعين مغربية

لم يخلو خطاب الملك محمد السادس من  الحديث عن الشان الداخلي المتعلق بتشكيل الحكومة وهو استمرار للخطابات التي نهجها في السنتين الاخيرتين تقريبا وهي ربط المسئولية بالمحاسبة وهي لغة شديدة اللهجة للمسئولين في المغرب  لتشكيل حكومة وفق ضوابط منطقية

تحكمها الكفائة والمسئولية بدلا من المحابات  على حساب مصلحة الدولة

 

 

                         

يوسف بوجوال

كاتب صحافي 


comments

Create Account



Log In Your Account



;