اكتسى الخطاب الملكى الذي القاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس اهمية قصوى ليس في مضمونه فقط وانما في شكله وطريقة ديباجته
واول مايكتسي هذه الاهمية وهي المقدمة التي برر بها اختيار السينيغال لهذا الخطاب وهو بعد تاريخي للعلاقة التي ربطت وتربط السينغال بالمغرب تاريخيا حيث كانت دائما السينغال تشكل جزءا من تاريخ المغرب تشاركه الدين والثقافة والاعراف وغيرها وكانت من بين اكثر الدول دفاعا على الصحراء المغربية ولا يمكن ان ينسى المغرب دور السينيغال عندماخرج من الاتحاد الافريقي حيث عبرت السينيغال عن امتعاضها لهذا القرار مؤكدة انه لايمكن تصور الاتحاد الافريقي بدون المغربوغير ذلك من الامور التي كانت تشكل نقاط التقاء بين المغرب والسينغال
هناك التفاتت مهمة لم ينتبه لهاالكثيرون وهي حينما قال الملك بان خطابه العام الماضي كان من العيون من قلب الصحراء المغربية واليوم يخاطب شعبه من قلب السينغال وهو ربط ذكي بين الماضي والحاضر اي اننا في الماضي كانت انطلاقتنا من الصحراء المغربية ولكن هذا العام والعام المقبل سنكون في قلب افريقيا قاطبة وليس بلغة استعمارية ولكن بفلسفة تشاركية واحترام خصوصيات الدول
كما اشار الى الدلالة الجغرافية فالمغرب حينما قرر العودة للاتحاد الافريقي فعودته ليست ظرفية او تكتيكية ولكن هي عودة تطلبتها المرحلة الراهنة حيث اتضحت الفكرة ومغرب اليوم هو اكثر قوة وحكمت وشراسة من مغرب الامس لذلك فالملك لم يستادن احدا في هذه العودة وانما هي اختيار العودة الي بيته حيث ان جدوره ضاربة في قلب الصحراء وعلى الذين يشككون في مغربية الصحراء فان الصحراءمغربية وافريقيا قاطبة ستكون باعين مغربية
لم يخلو خطاب الملك محمد السادس من الحديث عن الشان الداخلي المتعلق بتشكيل الحكومة وهو استمرار للخطابات التي نهجها في السنتين الاخيرتين تقريبا وهي ربط المسئولية بالمحاسبة وهي لغة شديدة اللهجة للمسئولين في المغرب لتشكيل حكومة وفق ضوابط منطقية
تحكمها الكفائة والمسئولية بدلا من المحابات على حساب مصلحة الدولة
يوسف بوجوال
كاتب صحافي