قد يتعجب البعض من توجيه المغرب بوصلة الخارجية نحو اروبا الشرقية ولذلك قام وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة بزيارة الى صربيا ورومانيا في الايام القليلة الماضية والواقع انه من الناحية العملية لاتشكل صربيا ولا رومانيا ثقلا اقتصاديا نظرا لهشاشة الوضع الاقتصادي لكن هذه الدول تسعى الى تحقيق قفزة اقتصادية مهمة يمكنها ان تشكل ارضية للتعاون الاقتصادي لكن الامر في مجمله هو اعادة تشكيل تحالفات قديمة كانت عصيةعلى المغرب حيث كانت تتموقع هذه الدول في المعسكر الشرقي وكانت بالضرورة تابعة لنفوذ الجزائر غير ان التحولات الاقتصادية العالمية اعادت تشكيل السياسة الجديدة وفي خضم ذلك اصبح للمغرب موطى قدم في هذه المناطق وبغض النظرعن تحالفات هذه الدول مع المعسكر الشرقي غير ان الروابط التاريخية بينها وبين المغرب ظلت راسخة وقوية ويبدو ان التوجه الجديد نحو اروبا الشرقية جعل المغرب يعين سفراء لهم وزن سياسي كبير لاهمية هذه الجبهة في الوقت الراهن ويبدو ان الموقف الايجابي اتجاه ملف الصحراء المغربية الذي عبرت عنه رومانيا وصربيا يشجع المغرب في توطيد علاقته الثنائية مع هاتين الدولتين لتكون بداية حقيقية نحو علاقة استراتيجية لايتم اختزالها في قضية الصحراء المغربية وفي الواقع ان ملف الصحراء المغربية هو القاطرة التي تقود جميع الملفات سواء الاقتصادية اوغيرها لانه من شان تحالفات جديدة ان تعود بالنفع على المغرب وذلك في توازن للقوى حيث لايمكن للمغرب ان يبقىرهينا لتحالفات كلاسيكية تمارس الابتزاز احيانا
يوسف بوجوال